البداية
كما هو الحال في معظم دول العالم، كانت بداية دخول لعبة كرة القدم إلى هولندا عن طريق التجار البريطانيين في منتصف القرن التاسع عشر.
ويعتبر بيم موليير (المولود في مدينة فيتمارسوم عام 1865) من أهم مؤسسي الحركة الرياضية الحديثة في هولندا، ففي عام 1879 أسس موليير أول نادي كرة قدم هولندي وهو نادي "هارليمش فوتبول كلوب"، وكان عمره حينها 14 عاماً.
وسافر موليير للدراسة في إنكلترا وعند عودته مارس رياضة ألعاب القوى وكان من أبطال بلاده فيها، وفي عام 1889 قام بتأسيس إتحاد كرة القدم وألعاب القوى الهولندي، وكان أول رئيس له.
وتابع موليير جهوده لتطوير لعبة كرة القدم فقام بفصل إتحاد كرة القدم عن إتحاد ألعاب القوى ليصبح إتحاداً مستقلاً عام 1895، ثم ساعد في إقامة أول مسابقة دوري لكرة القدم في عام 1897. كما كان له دور كبير أيضاً في تأسيس اللجنة الأولمبية الهولندية عام 1913.
الحاجة إلى الاحتراف
وتطورت لعبة كرة القدم في هولندا تدريجياً، فزاد عدد الأندية وأصبحت الرياضة الأكثر شعبية في البلاد، ولكن مع نهاية الثلاثينيات واجهت الكرة الهولندية مشكلة خطيرة تسبب فيها عدم تطبيقها للاحتراف، وهي رحيل أفضل لاعبيها للاحتراف في أندية في دول أخرى من أجل الحصول على عائد مادي.
وعلى مدى العقدين التاليين تعالت الأصوات المطالبة بتطبيق الاحتراف خاصة بعد أن اثر رحيل اللاعبين المميزين بطريقة سلبية على أداء المنتخب الهولندي الذي كانت فترة بداية الخمسينيات من أسوأ الفترات في تاريخه.
ولكن الإتحاد الهولندي لكرة القدم رفض تطبيق الاحتراف وصمم على الاستمرار بنظام الهواية حتى جاء عام 1954 ليشهد انفصال عدة أندية عن الدوري وتكوينها لإتحاد وبطولة خاصة بها، ليصبح الإتحاد الهولندي في موقف صعب ويضطر للموافقة على طلبات الأندية.
إريديفيزي
وبعد موسمين من تطبيق الاحتراف بشكل غير كامل، تم وضع قوانين تنظم العلاقات المعنوية والمادية بين الإتحاد والأندية ولاعبيها، وانطلق أول موسم من دوري المحترفين في عام 1956 وأطلق على الدوري اسم "إريديفيزي"، وهو ما زال يعرف بنفس الاسم حتى يومنا هذا.
ومع تطبيق الاحتراف بدأ مستوى أندية هولندا ومنتخبها في الارتفاع تدريجيا، وكان لأندية أياكس وفيينورد وبي أس في نصيب الأسد الألقاب. ففي الخمسينات كان أياكس، الذي فاز بلقب أول نسخة من دوري المحترفين، هو أقوى الأندية الموجودة على الساحة الهولندية. ثم كان الصراع بين أياكس وفيينورد هو أهم ما ميز فترة الستينات وبداية السبعينات.
الكرة الشاملة تبهر العالم
وخلال هذه الفترة طور أياكس أسلوب تكتيكي جديد في لعب كرة القدم عرف بأسلوب "الكرة الشاملة"، كان به من أقوى فرق كرة القدم في العالم، وساعد الفريق على تطبيقه الجيد لهذا الأسلوب امتلاكه لعدد من أفضل اللاعبين في العالم خلال هذه الفترة على رأسهم النجم الكبير يوهان كرويف. وحقق أياكس في بداية السبعينات لقب بطولة أوروبا للأندية أبطال الدوري ثلاث مرات متتالية.
وطبق المنتخب الهولندي هذا الأسلوب في كأس العالم عام 1974 بألمانيا، فقدم أروع العروض ووضع الكرة الهولندية على الخريطة العالمية للمرة الأولى، ولكن المنتخب البرتقالي خسر المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض، وكرر نفس الجيل من اللاعبين الإنجاز بوصولهم للمباراة النهائية من كأس العالم عام 1978 ولكنهم خسروا مرة أخرى أمام أصحاب الأرض، الأرجنتين.
ومع اعتزال معظم نجوم هذا الجيل في نهاية السبعينات، انخفض مستوى المنتخب الهولندي، وانتظر الجميع حتى تألق جيل أخر في عام 1988 وحقق لقب بطولة كأس أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخ هولندا، وكان ابرز نجوم هذا المنتخب ماركو فان باستن ورود خولييت وفرانك ريكارد ورونالد كومان. ولكن منذ ذلك الحين لم يحقق المنتخب الهولندي أي لقب جديد على مستوى بطولتي كأس العالم وكأس أمم أوروبا.
صراع أياكس وإيندهوفين
وبالعودة للحديث عن الدوري الهولندي، شهدت الثمانينات بزوغ نجم نادي بي أس في أيندهوفين الذي كان الفريق الأقوى من منتصف الثمانينات حتى أوائل التسعينات، حيث حقق لقب الدوري ست مرات خلال سبع مواسم وفاز ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 1988 بقيادة المدرب غوس هيدينك.
وعادت السيطرة مرة أخرى في منتصف التسعينات لأياكس بالجيل الذي ضم نجوم أمثال المهاجم الشاب باتريك كلويفرت والفنلندي ياري ليتمانين والنيجيري نوانكو كانو والأخوان فرانك ورونالد دي بوير.
لكن منذ بداية الألفية الثالثة، أصبح بي أس في إيندهوفين هو الفريق الأقوى في الدوري الهولندي بدون منازع، وحقق ستة ألقاب دوري خلال المواسم العشرة الأخيرة. وربما كان أهم اسباب تلك السيطرة قدرة الفريق على تخريج لاعبين ممتازين من أكاديمية الناشئين في النادي، بالإضافة لقدرات كشافيه المميزة في اقتناص المواهب الشابة داخل هولندا وخارجها.
ولكن كل شيء تغير في الموسمين الآخيرين ولم تعد الأندية الثلاث الكبرى هي المسيطرة على لقب الدوري، فنجح ألكمار في كسر السيطرة في موسم 2008/2009 تحت قيادة المدرب القدير لويس فان غال، وفي الموسم التالي صعد توينتي على منصة التتويج مع المدرب الإنكليزي ستيف ماكلارين.
نظام البطولة الحالي
يضم دوري الدرجة الأولى الهولندي 18 فريقاً يلعبون بنظام الدوري من دورين (كل دور 17 مرحلة)، ويتوج الفريق الذي حقق أكبر عدد من النقاط في مبارياته الـ34 كبطل للمسابقة.
وبدءا من موسم 2005/2006 طبق المسؤولون عن الدوري الهولندي نظام جولات إقصائية (بلاي أوف) إضافية تقام بعد انتهاء المرحلة الرابعة والثلاثين والأخيرة، الهدف منها تحديد الفرق الحاصلة على بقية المقاعد الأوروبية في دوري الأبطال ودوري أوروبا.
ويشهد هذا النظام تغييرات عديدة كل موسم، حتى أصبح حالياً يلعب من أجل أماكن في دوري أوروبا فقط، أما بالنسبة لنظام الهبوط إلى الدرجة الثانية، يهبط مباشرة الفريق صاحب المركز الثامن عشر والأخير، بينما يلعب الفريقان أصحاب المركزين السابع عشر والسادس عشر مباريات إقصائية مع أندية من الدرجة الثانية، ويمنح الفائز فيها مقاعد الدرجة الأولى والخاسر مقاعد الدرجة الثانية.
أرقام من الدوري الهولندي
الفريق الأكثر فوزاً باللقب منذ موسم 1897/1898 هو أياكس أمستردام برصيد 29 لقباً، يليه بي أس في إيندهوفين برصيد 20 لقب، ثم فيينورد برصيد 14 لقباً.
وتبقى الفرق الثلاث الأول بنفس الترتيب في حالة احتساب الألقاب منذ تطبيق الاحتراف في موسم 1956/1957، حيث يأتي أياكس في المقدمة برصيد 21 لقباً، يليه بي أس في بـ 17 لقباً، ثم فيينورد بـ 9 ألقاب.
أكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة سجل في عام 1960 في مباراة فاز فيها فيينورد على أياكس بنتيجة (9-5)
أكبر فوز لفريق على أرضه كان لصالح أياكس الذي تغلب على فيتيس عام 1972 بنتيجة (12-1)
أكبر فوز لفريق خارج أرضه حققه سبورت كلوب إنسكيدي على سيتارديا بنتيجة (10-1) عام 1960